الرئيسية
أحدث الصور
من طرف محمد البدري الجمعة أغسطس 30, 2013 10:29 pmاعتـراف وإنصــاف
وبعد...
قد عاصرنا الكثير من القوانين الخاطئة وعشنا الكثير من التجارب الفاشلة وسلكنا الكثير من الطرق المعوجة والأساليب الملتوية كلها حصيلة أفكار خارجة غاشمة غارقة في بحور من الضلال والضياع واستخفاف بالعقول لا شرع ولا حكمة ولا تدبير لذلك نستطيع القول بان أخطاء الماضي مدرسة تعين على تدارك الحاضر وبناء المستقبل لابد أن نتعلم منها من دون كبر أو خجل أو اعتراض، أو نجعلها كمرآة تعكس لنا حصيلة أفكارنا فنرى من خلالها المنحدرات المخيفة والمنزلقات الخطيرة التي تجبرنا على اعترافنا بعجزنا ، وقد اخبر الله تعالى عن تلك الآثار السلبية التي خلفتها تلك الأفكار التي استغنت بقدراتها حتى إن الطبيعة تأذت من هده الأفكار قال تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) في الآية الكريمة خبر عن سبب انتشار هذا الفساد وخبر عن المعاناة التي لقيها البشر في حياتهم ومعيشتهم وبيئتهم نتيجة أفكارهم المقدمة على أحكام الشرع المأخوذة من تجربة فاشلة على صورة وطريقة تختلف عن سابقتها.
فالقوانين السارية التي أحدثت تصاعداً عكسياً سلبياً بين المواطن والمسئول وبين المواطن وبيئته التي يعيش فيها تضع العقل البشري أمام حقيقة لا مفر له من الاعتراف بها ألا وهي أن هذه العقول ما خلقت لتشرّع وتضع قانونا تُسير به البشر بل خلقت لتتبع ذاك القانون المنزل.
ثم لو كان للعقول وحدها قدرة على تحقيق العدالة وجلب المنفعة ودرء المفسدة لما أصابها ما أصابها من الشر وما رماها من رماها بالنقص والعجز.
ولنا في ماضي الأمم السابقة وماضينا عظة وعبرة عندما كان العقل وحده هو المشرّع وهو الحاكم وهو المقنن وهو المرجع وهو السلطان هل استطاع العقل لوحده معالجة تلك الكوارث والموبقات والأزمات والعقبات التي أحاطت به بل هو من أحدثها وصيرها وجلبها بتحديه ومواجهته لها بعثراته فغير منار الأرض ودمر قِوام الطبيعة ولوث صفاء الفطرة ولم يعترف بعجزه وخظأه.
اقرأ بنفسك واسأل عن أحداث ما قبل الإسلام وما بعد غربة الإسلام يجيبك التاريخ عن سبب شقاء وتعاسة الخلق والبلاء الذي حل بهم في تلك الآونة وفي غياب الشرع بل وستكتشف أن للعقل قدرات تصل إلى حد الدمار وطموحات فوق الخيال جعلت منه خصيماً لخالقه حينما ادعى لنفسه الألوهية وادعى الإحياء والإماتة وادعى الأولوية والملكية وادعى العلم والإحاطة يدعى كل محال في الوقت الذي يعجز فيه عن إدراك مفهوم الحياة ،عندما دفن نفس بريئة وهي حية خوفا من الفقر والعار واستغنى عن إكرام خالقه له ورضي لنفسه الهوان فتمسح بالحجر والشجر والبشر وصار ألعوبةً في يد الشيطان.
تضعنا مثل هذه الأمور أمام حقيقة لابد لنا أن نعترف بها شئنا أم أبينا ألا وهي أن عقول البشر متى شعرت بأن لا رادع لها ولا قيد تمادت وتمردت وعتت عتواً كبيرا وإذا لم تقيد وتقاد بقيد من الشرع فهي خطره مؤذية ومفسدة وعمياء لا علم لها ولا خبرة ولا أمان لها وليست أهلا للسيادة ، والشعوب التي قادتها العقول ليست أفضل حالاً من أعمى يقوده كلب.
بدليل إنها تخبطت كثيرا في غياب الشرع وأظهرت حالا ميئوسا منه فعجزت عن حله ولم تظهر حاجتها للشرع ولا تعجب فللعقل على ضآلة حجمه طموح واسع كبير تصل أبعاده حيث وصل الخيال وأي عجب وخيال أكثر وأوسع واكبر من أن يصبح هذا العقل خصيماً لخالقه فتارة يجادل في الحق بعد ما تبين ويشكك في صدق ما عرض عليه من الشرع كالذي (فكّر وقدّر فقتل كيف قدّر ثم قتل كيف قدّر...) وتارة يعجب من أن يكون لهذا الكون إلهاً واحدا فيقف منه وقفة المعادي وينقلب من مقام العبد إلى مقام الخصم الألدّ المنازع، بحثاً عن مقام لا ينبغي إلا لله عز وجل كالذي استخف قومه فأطاعوه فلما علم انه محاط بعقول ساذجة غافله جاهلة عرض عليهم أن يعبدوه فقال (ما علمت لكم من اله غيري) هو بهذا العقل مثلنا تماما ولكن كان له رأي غير الذي جاء به الشرع والذي دفن ابنته وهي حية هو أيضا بهذا العقل مثلنا تماما ولكنه عجز لوحده عن معرفة الأصلح والأصوب فعالج خوفه وفقره بفاجعة ضنها الصواب فجهلهم عماهم ،وبعدهم عن شرع الله قلب لهم الموازين فلم يجدوا حلاً لمشاكلهم إلا حيث هدتهم عقولهم وطاوعتهم أنفسهم فقدّموا لمن جاء بعدهم نموذجاً وطريقة ينبغي لنا نحن أن نحذرها ونحذر منها.
ونحن اليوم أمام جبال من القضايا المتشعبة والمتراكمة والمعقدة والمتجذرة وأحوال أشبه بأحوال الماضي تدفع من له ضمير ودين أن لا يحكم فيها بعقله وأن لا يخوض فيها برأيه وان لا يناصرها على شرع الله قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) فلا تقدم عقلك على شرع أنت تابعه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه عضو المؤتمر الوطني العام
محمد سليمان البدري
» مركز القلم للبرمجيات والصيانة
» اعتراف وانصاف
» حقيقة ينبغي ان تدرك
» حقيقة لاينبغي تجاهلها
» علامات الجمال عند الأنثى
» المرأة هههههههههههههههه
» كيف تعرف بنات العرب ...!!
» هههههههههههههههههههههههه